نظم الجودة و الاعتماد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لطلاب الدبلومة المهنية في الجودة قسم التربية المقارنة


    في محراب الشعر الاصيل

    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty في محراب الشعر الاصيل

    مُساهمة  محمود توفيق الإثنين نوفمبر 16, 2009 10:39 pm

    احاول هنا ان اقدم نماذج من اروع الاشعار الانسانية ... فان اعجبكم هذا الشعر فالفضل ينسب للشاعر .. اما ان لم يعجبكم فالتقصير ينسب لي وحدي

    و اولي القصائد قصيدة للشاعر صلاح جاهين و الذي يعتبر اعظم شاعر بالعامية في تاريخ العربية علي الاطلاق


    الدرس انتهى

    الدرس انتهى لموا الكراريس
    بالدم اللى على ورقهم سـال
    فى قصـر الأمم المتــحدة
    مسـابقة لرسـوم الأطـفال
    ايه رأيك فى البقع الحمـرا
    يا ضمير العالم يا عزيزى
    دى لطفـلة مصرية وسمرا
    كانت من أشـطر تلاميذى
    دمها راسم زهرة
    راسم رايـة ثورة
    راسم وجه مؤامرة
    راسم خلق جباره
    راسم نـار
    راسم عار
    ع الصهيونية والاستعمار
    والدنيا اللى عليهم صابرة
    وساكته على فعل الأباليس
    الدرس انتـهى
    لموا الكراريس ..

    ايه رأى رجـال الفكر الحر
    فى الفكرادى المنقوشة بالدم
    من طفل فقير مولود فى المر
    لكن كان حلو ضحوك الفـم
    دم الطـفل الفـلاح
    راسم شمس الصباح
    راسم شـجرة تفاح
    فى جناين الاصلاح
    راسم تمساح
    بألف جناح
    فى دنيا مليانة بالأشبـاح
    لكنـها قلـبها مرتــاح
    وساكتة على فعل الأباليس
    الدرس انتـهى
    لموا الكراريس …

    ايه رأيك يا شعب يا عربى
    ايه رأيك يا شعب الأحـرار
    دم الأطـفال جايلك يحـبى
    يقول انتـقموا من الأشـرار
    ويسيل ع الأوراق
    يتهجى الأسـماء
    ويطـالب الآبـاء
    بالثـأر للأبـناء
    ويرسم سيف
    يهد الزيـف
    ويلمع لمعة شمـس الصيف
    فى دنيا فيها النور بقى طيف
    وساكتة على فعل الأباليـس
    الدرس انتهى لموا الكراريس



    في محراب الشعر الاصيل Printed_52_01
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty رد: في محراب الشعر الاصيل

    مُساهمة  محمود توفيق الإثنين نوفمبر 16, 2009 10:49 pm

    و هذه قصيدة اخري في منتهي العذوبة لصلاح جاهين

    "على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

    أنا مصر عندي أحبّ وأجمل الأشياء

    باحبّها وهيَّ مالكة الأرض شرق وغرب

    باحبَّها وهيَّ مرميَّة جريحة حـرب.

    باحبَّها بعنف وبرقـّة وعلى استحياء

    واكرهها والعن أبوها بعشق زي الداء.

    واسيبها واطفش في درب وتبقى هيَّ في درب

    وتلتفت تلاقيني جنبها في الكرب-

    والنبض ينفض عروقي بألف نغمة وضرب.

    مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل

    ومراية بهتانة ع القهوة أزورها واطل.

    ألقى النديم طلّ من مطرح م انا طلَّيت-

    والقاها برواز معلَّق عندنا في البيت…"
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty محمد ابراهيم ابو سنة

    مُساهمة  محمود توفيق الإثنين نوفمبر 16, 2009 10:56 pm

    محمد ابراهيم ابو سنة
    من منا يعرفه؟ من منا يقرأ له ؟ من منا يعرف انه من ارق الشعراء علي الاطلاق ؟
    اعتقد لا احد يدرك كل ذلك...
    اسمعوه يقول :




    البحرُ موعدُنا

    البحرُ موعِدُنا
    وشاطئُنا العواصف
    جازف
    فقد بعُد القريب
    ومات من ترجُوه
    واشتدَّ المُخالف
    لن يرحم الموجُ الجبان
    ولن ينال الامن خائف
    القلب تسكنه المواويل الحزينة
    والمدائن للصيارف
    خلت الاماكن للقطيعة
    من تُعادي او تُحالف؟
    جازف ولا تأمن لهذا الليل ان يمضي
    ولا ان يُصلح الاشياء تالف
    هذا طريق البحر
    لا يُفضى لغير البحر
    والمجهول قد يخفى لعارف
    جازف
    فإن سُدّت جميع طرائق الدُّنيا
    امامك فاقتحمها لا تقف
    كي لا تموت وانت واقف


    و اسمعوه يقول ايضا :


    قلبي يفرُّ بلا اتِّجاه

    شفتاك فاكهتان من عسل ونار
    وكواكب بعثت من الزمن القديم
    من السديم
    ترف في اُفق النُّضار
    وحشَّيتان كموجتين من السُّعار
    تُّلقى بما يبقى من القلب الوجيع
    الى مرافئ الانتحار
    تُلقى به دهراً من الامل المثلج في الضلُّوع
    وفي خليج الذكريات
    شفتاك طالعتان في نهر الربيع
    موجاً من الورد المرفرف
    في صفاء الذاكرة
    يهب البراري الاخضرار
    غرب النهار
    في أُفق عينيك.. المسافة
    بين قلبي والنُّجُوم
    قصرت وطال الشوق
    مات الانتظار
    حُلمٌ يُطلُّ من الَّليالي المُظلمات
    الى السفوح الهابطات
    فلعلّ صوت الاُغنيات
    يأتي الى القلب اليتيم
    ظمأ الى الماء المضيّع
    في الصخور
    < < <
    قلبٌ توحد.. والقبور
    زمن وذاكرة تقيم
    على تٌخوم الحلم
    يسرقها الجحيم
    في غيبة الصوت القديم
    سُحُبٌ على الصّخر العقيم
    تتوحش الاشواك في البرد الدّفين
    جثت من الشجر الحزين
    باتت كهوفاً للأنين
    مطرٌ بلا شجر
    واشجارٌ بلا مطرٍ تموت
    القلبُ يسقط فوق ليل العنكبوت
    سحبٌ تفرُّ من السّماء
    الى الكهوف
    شجرٌ يموت وعالمٌ يهوى
    وآماد اصفرار
    البحر يركض لا هيا فوق الصخور
    شفتاك تنتظران
    ميلاد العواصف لا تبوح
    يتراكم الزمن القبيح
    فمتى يجيء الى مدائننا المطر
    كي تنسج الغابات معطفها
    على جسد النهار
    ورداً واجنحة وطيراً واخضرار
    شفتاك تنتظران في زمن الفرار
    وعداً من الزهر المحلق في الغصون
    حتى يثوب من الجنون
    نهر الاهازيج المسافر في الضلوع
    ومن الانين الى الانين
    ومن الشتاء الى الشتاء
    كل الطيور توثبت
    في القلب توشك ان تطير
    كل الهواجس في الصدور
    كل العظام الباليات
    تطل من سجن القبور
    تهفو الى شمس النهار
    تتنزل الآن الاشعة
    وردتين فوردتين على المياه
    قلبي يفرُّ بلا اتّجاه
    حتّى تضيّعهُ المسافة
    ثم تجذبه الشّفاة


    و هذه القصيدة من اعذب ما قال:


    تعالي إلى نزهة في الربيع

    ‏ لنقطف بعض الأغاني التي أوشكت أن تضيع
    ونطلق في الأفق ضوء الفراشات فوق
    مرايا الجداول عبر الفضاء الوسيع‏
    نحلق مثل الطيور التي ألهمتها الحدائق
    هذا الجنون البديع
    ‏ دعيني أسافر في مقلتيك
    إلى حيث تسطع شمس تولي
    لتتركني في الصقيع‏
    دعيني أحول هذا الحنين
    إلى دفء صدرك
    نكشف ما قد تواري
    من الحب خلف الحصار المنيع‏
    نروح إلىي غابة في الجبال
    ونمضي إلى شأننا وحدنا
    لنحاول ما نستطيع
    خذيني إلى بعض أسرارنا في الرياح
    التي فرقتنا طويلا
    لنشتاق يوم الرجوع‏
    تعالي لنشعل نجما
    ثوي في الغروب
    ونطفئ نار الدموع‏
    ‏ تعالي فلم يبق إلا المدى
    حولنا خاويا
    ولم يبق إلا الجدار
    وهذي الصدوع‏.


    في محراب الشعر الاصيل 473505


    عدل سابقا من قبل محمود توفيق في الخميس نوفمبر 19, 2009 8:58 pm عدل 1 مرات
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty نسيب عريضة

    مُساهمة  محمود توفيق الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 10:42 pm

    في محراب الشعر الاصيل 445
    نسيب عريضة
    اعتقد ان كثير منا لا يعرفه .. و ربما كان من اعذب الشعراء علي الاطلاق..
    افكاره جميلة رقيقة .. و الفاظه هامسة ... كانه يعزف علي قيثارة ملائكية


    يا نفسُ مالك والانين تتألَّمين وتُؤلمين
    عذَّبتِ قلبي بالحَنين وكَتَمتِهِ ما تقصُدين
    قد نامَ أربابُ الغرام وتَدَثَّروا لُحفَ السَّلام
    وأبيتِ يا نفسُ المَنام أفأنتِ وحدَكِ تشعُرين
    الليلُ مرَّ على سواك أفما دهاهم ما دَهاك
    فلم التمرُّدُ والعِراك ما سُورُ جسمي بالمَتين
    أطلقتِ نَوحَك للظلام إيَّاكِ يَسمَعكِ الأنام
    فيَظُنَّ زَفرَتك النِّيام بوقَ النُشورِ ليوم دِين
    يا نفس ما لك في اضطِراب كفريسةٍ بين الذئاب
    هلا رجَعتِ إلىالصواب وبدلتِ رَيبَكِ باليقين
    أحمامةٌ بين الرياح قد ساقها القدرُ المُتاح
    فابتلَّ بالمطر الجَناح يا نفسُ ما لكِ ترجُفين
    أوَما لحُزنِكِ من بَراح حتى ولو أزِفَ الصَّباح
    يا ليت سرِّك لي مُباح فأعي صَدى ما قد تَعِين
    أسَبَتكِ أرواحُ القَتام فأرَتكِ ما خلفَ اللِّثام
    فطمِعتِ في ما لا يرام يا نفسُ كم ذا تَطمَحين
    أصعِدتِ في رَكبِ النُّزوع حتى وصلتِ إلى الرُّبوع
    فأتاكِ أمرٌ بالرُّجوع أعلى هُبوطكِ تأسَفين
    أم شاقَك الذِّكرُ القديم ذكرُ الحِمى قبلَ السَديم
    فوقَفتِ في سِجن الأدِيم نحو الحِمى تتلفَّتين
    أَأَضعتِ فِكراً في الفَضاء فتبعته فوقَ الهَواء
    فنأى وغلغلَ في العَلاء فرَجَعتِ ثَكلى تَندُبين
    أسلكتِ في قُطر الخَيال دَرباً يقودُ إلى المُحال
    فحطَطتِ رَحلكِ عند آل يَمتصُّ رِيَّ الصادرين
    فنسيتِ قصدك والطِّلاب ووقَفتِ يذهِلُك السَّراب
    وهرَقتِ فضلاتِ الوِطاب طمعاً بماءٍ تأمُلِين
    حتى إذا اشتدَّ الأوام والآلُ أسفر عن رُكام
    غيَّبتِ رأسك كالنَّعام في رمل قلبي تَحفرين
    أعشِقتِ مثلَكِ في السماء اختاً تَحِنُّ الى اللقاء
    فجلَستِ في سجنِ الرَّجاء نحوَ الأعالي تَنظُرِين
    لوحتِ باليد والرِّداء لتَراكِ لكن لا رَجاء
    لم تدرِ أنك في كِساء قد حِيك من ماءٍ وطِين
    أَتحولُ دونكما حَياه لو كان يبلوها الإله
    لبكى على بشَرٍ بَراه رَحماً يُصارعُها الجنِين
    يا نفسُ أنت لك الخُلود ومَصِيرُ جسمي للحود
    سَيَعيثُ عينَك فيه دود فدعى له ما تَنخرِين
    يا نفس هل لك في الفِصال فالجسمُ أعياه الوِصال
    حمَّلتِه ثقلَ الجِبال ورَذَلتِه لا تَحفِلِين
    عطشٌ وجوعٌ واشتياق اسفٌ وحزنٌ واحتراق
    يا ويحَ عيشي هل تُطاق نَزَعاتُ نَفسٍ لا تِلِين
    والقلبُ وا أسفي عليه كالطِفلِ يَبسط لي يَدَيه
    هلا مدَدتِ يداً اليه كالأمَّهاتِ إلى البنين
    غذَّيته مُرَّ الفِطام وحرمته ذَوقَ الغَرام
    وصنعتِ شيخاً من غُلام يَحبو على بابِ السِّنِين
    فَغَدا كَحَفَّار القُبور يَئِدُ العَواطفَ في الصُّدور
    ويَبيتُ يَهتِفُ بالثُّبور يَشكو اليك وَتشمتِين
    أعمى تُطاعِنه الشُّجون وجراحهُ صارت عُيون
    وبها يرى سُبلَ المَنُون فيسير سَيرَ الظافرين
    حتى اذا اقتربَ المُراد تُطلى رُؤاه بالسَّواد
    ويعود مكفوفاً يُقاد برَنين عُكَّازِ الحَنين
    يتلمَّسُ النورَ البعيد بأناملِ الفِكر الشريد
    ويسيلُ من فَمِه النَشيد سَيلَ الدِماء من الطَعِين
    أرأيتَ بيتَ العَنكَبوت وذُبابةً فيه تَموت
    رقَصت على نغَمِ السُكوت ألَماً فلم يُغنِ الطَنِين
    فكذاك في شرَكِ الرَجاء قلبي يلذُّ له الغِناء
    ما ذاكَ شَدواً بل رثاء يبكي به الأمَلُ الدَفين
    يا نفسُ إن حُمَّ القَضا ورَجَعتِ أنت إلى السما
    وعلى قميصك من دِما قلبي فماذا تصنعين
    ضحَّيتِ قلبي للوُصول وهرَعت تبغين المثُول
    فاذا دُعيتِ الى الدُخول فبأيِّ عينٍ تَدخُلين
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty فاروق جويدة

    مُساهمة  محمود توفيق الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 10:48 pm

    في محراب الشعر الاصيل 154042

    فاروق جويدة شاعر يعرفه الكثيرون و هو رائع بلاشك ..

    يأس الطريق

    سألتُ الطريق : لماذا تعبت ؟ فقال بحزن : من السائرين
    أنين الحيارى ..ضجيج السكارى زحام الدموع على الراحلين
    وبين الحنايا بقايا أمان وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
    وفوق المضاجع عطر الغواني وليلٌ يعربد في الجائعين
    وطفلٌ تغرب بين الليالي وضاع غريباً مع الضائعين
    وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم تهاوت علي رمال السنين
    وليلٌ تمزقنا راحتاهُ كأنا خلقنا لكي نستكين
    وزهرٌ ترنح فوق الروابي ومات حزيناً على العاشقين
    فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق وقد صار وحلاً من السائرين
    همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً فقال : يئستُ من الصابرين !
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty فاروق جويدة

    مُساهمة  محمود توفيق الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 10:51 pm

    و هذه قصيدة اخري لفاروق جويدة لها ذكريات خاصة لدي..

    ويموت فينا الإنسان

    وتركت رأسي فوق صدرك

    ثم تاه العمر مني.. في الزحام

    فرجعت كالطفل الصغير..

    يكابد الآلام في زمن الفطام

    و الليل يفلح بالصقيع رؤوسنا

    ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام

    و تلعثمت شفتاك يا أمي.. وخاصمها.. الكلام

    ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري.. في شجن

    والدمع يجرح مقلتيك على بقايا.. من زمن

    قد كان آخر ما سمعت مع الوداع:

    الله يا ولدي يبارك خطوتك

    الله يا ولدي معك

    * * *

    وتعانقت أصواتنا بين الدموع

    والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع..

    والناس حولي يسألون جراحهم

    فمتى يكون لنا اللقاء؟

    وتردد الأنفاس شيئا من دعاء

    ونداء صوتك بين أعماقي يهز الأرض.. يصعد للسماء:

    الله يا ولدي معك..

    ومضيت يا أمي غريبا في الحياة

    كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة..

    كنا نصليها معا

    * * *

    أماه..

    قد كان أول ما عرفت من الحياة

    أن أمنح الناس السلام

    لكنني أصبحت يا أمي هنا

    وحدي غريبا.. في الزحام..

    لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام

    فالناس لا تدري هنا معنى السلام

    يمشون في صمت كأن الأرض ضاقت بالبشر..

    والدرب يا أمي.. مليء بالحفر..

    وكبرت يا أمي.. وعانقت المنى

    وعرفت بعد كل ألوان الهوى..

    وتحطمت نبضات قلبي ذات يوم عندما مات الهوى..

    ورأيت أن الحب يقتل بعضه

    فنظل نعشق.. ثم نحزن.. ثم ننسى ما مضى

    و نعود نعشق مثلما كنا ليسحقنا.. الجوى

    لكن حبك ظل في قلبي كيانا.. لا يرى

    قد ظل في الأعماق يسري في دمي

    وأحس نبض عروقه في أعظمي

    أماه..

    ما عدت أدري كيف ضاع الدرب مني

    ما أثقل الأحزان في عمري و ما أشقى التمني..

    فالحب يا أمي هنا كأس.. وغانية.. وقصر

    الحب يا أمي هنا حفل.. وراقصة.. ومهر

    من يا ترى في الدرب يدرك

    أن في الحب العطاء

    الحب أن تجد الطيور الدفء في حضن.. المساء

    الحب أن تحد النجوم الأمن في قلب السماء

    الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء..

    * * *

    أماه.. يا أماه

    ما أحوج القلب الحزين لدعوة

    كم كانت الدعوات تمنحني الأمان

    قد صرت يا أمي هنا

    رجلا كبيرا ذا مكان

    وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..

    لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان!!
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty سوزان عليوان

    مُساهمة  محمود توفيق الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 10:57 pm


    في محراب الشعر الاصيل 145

    سوزان عليوان

    رجل الثلج

    بأيديهم الصغيرة

    صنعوا له جسدًا و رأسًا

    بقطع يابسة من الخشب

    منحوه وجوههم

    و رائحة الجلد

    في المعاطف و الأحذية

    منحوه ابتسامةً و غليونًا

    دخانه

    أنفاس دافئة مرتعشة

    لا بدّ أنّهم غافلوا الكبار

    و اختلسوا هذه القبّعة الرزينة لأجله

    و هذا الوشاح

    في الليل

    سيغيبون عنه

    ليس بإمكان أطفال في مثل ألوانهم

    أن يناموا في هذا البياض القارس

    مثلهم

    يرغب في مسافة

    يسقط فيها ألم الفقد

    حين تظهر الشمس

    و يغيب عنهم

    .للأبد
    محمود توفيق
    محمود توفيق


    عدد المساهمات : 152
    نقاط : 311
    تاريخ التسجيل : 04/11/2009

    في محراب الشعر الاصيل Empty لامارتين

    مُساهمة  محمود توفيق الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 11:01 pm

    في محراب الشعر الاصيل 586
    لامارتين

    الخريف

    تحيّـاتٌ ، أيتها الغاباتُ المكسوّةُ بالأخضر المستديم !

    الأوراقِ المُصفَـرّةِ على العشب المتنـاثر !

    تحيّـاتٌ ، أيتها الأيام الأخيرة الرائعة ! حِدادُ الطبيعة

    يُـثيـرُ ألمي ويُمَتِّـعُ عينـيَّ .

    أسير بخطواتٍ حالمة في طريق مهجـور ،

    وأريد أن أرى ثانية ، ولآخـرِ مرةٍ ،

    هذه الشمسَ المتضائـلةَ والشّاحـبةَ والتي لا ينفـذ

    نورُها الواهنُ إلى ظلام الغابات عند قدمي إلاّ بجهد!

    .

    أجلْ، في أيام الخريف هذه ، عندما تموت الطّبيعة ،

    أجد إغراءً عظيماً في نظراتها المتستِّرة ،

    وَداعَ صديق ، والبسمةَ الأخيرة

    من الشِّفاه التي سيغلقها الموتُ إلى الأبد .

    .

    هكذا أتهـيّأ لأغادر أمدَ عمري ،

    أندب الأملَ المُحتضَر لأيامي الطَّوال ،

    وأنظر إلى الوراء مرة أخرى ، وبأعين حاسدة

    أفكر مَـليّـاً بعطاياها التي لم أنعُـمْ بها قطّ.

    .

    يا أرضُ ، يا شمسُ ، يا وديانُ ، ويا طبيعةً رائعةً جميلة ،

    أنا مدين لكم بدموع على حافّـة قـبري ؛

    يُشَمُّ الهواء عذباً ! الضياءُ جِـدُّ نقـيٍّ !

    والشمسُ جميلة للمُحتضَـر !

    .

    الآن أريد أن أشربَ حتى آخـرَ قطرةٍ

    من كأس الزَّهرة التي تمزج الرّحيق بالصّفراء!

    عند قعر كأس الحياة التي شربتُ

    ربما تكون ثمة قطرة من عسل رائق.

    .

    ربما يدّخر لي المستقبل في مستودعه

    قبضةً من سعادة ، أملاً بائساً ؟

    ربما تكون بين الحشد روح أُهملتْ

    تتفهّم روحي فتتجاوب معـها ؟

    .

    تسقط الزَّهـرةُ فتمنحُ الريحَ عِطرَها ،

    إلى الحياة ، إلى الشّمس ناطقةً وداعَـها الأخيـر؛

    سأموت ؛ وروحي في لحظة انتهـائهـا

    ستعطي صوتَ حِدادٍ هادئاً وقَـرعَ ناقوسِ موتٍ شجيّاً .

    *

    ترجمة : د. بهجت عباس

    **

    ترجمة أخرى:

    **

    سلاماً...

    لغابةٍ يُكلِّلُها وميضُ الاخضرار

    لشحوبِ الأوراقِ على عشبٍ تبعثَر..

    سلاماً...

    لأيامٍ جميلةٍ آخر الحياة،

    للطبيعة التي أحبها

    حتى في الحَدادِ..

    خطوةٌ حلمٍ...

    أُصبحُ بعدها معبراً وحيداً..

    وللمرةُ الأخيرةُ!..

    أحبُّ رؤية الشمس الشاحبة

    ضياءها الناحل

    وهو يكشفُ عتمة الغابة بصعوبة..

    ثمة أكثر من فتنة...

    في احتضار الطبيعة أيام الخريف؛

    ربما وداع صديق

    أو ابتسامة أخيرة من شفاهٍ

    لابدَّ يُغلِقُها الموتُ للأبد...

    كذلك.. أهيِّئُني لمغادرة عشب الحياة

    طويلاً أبكي الأملَ ـ الوهم...

    وكثيراً ..

    أرغبُ تأمُّلَ الأشياءِ الجميلة التي

    فاتني أن أستمتع بها؛

    أرضٌ.. شمسٌ.. وأودية

    إنها الجميلة الناعمة...

    ودمعةٌ على ضفة موتي!..

    فالأكثر من عطرٍ هو الهواءُ

    الأكثر من نقاء هو الضياءُ

    والأكثر من جمال هي الشمس

    لكنه الوداع الأخير...

    سأحتملُ حتى النهاية...

    سأجرعُ حتى الثمالة

    هذي الكأسُ الممزوجة بالرحيق والألم

    ربَّ قطرة من العسل

    في قعرِ تلك الحياة...

    قد يُبقيني الغد فأعود للسعادة

    حيث الأمل الذي ضيَّعَتْه الأيام

    حيث روح أجهلها وسط الزحام...

    والزهرةُ.. حين تودع الحياة والشمس

    يمتزجُ عطرها بالنسيم العليل...

    أما أنا..

    ففي لحظة الاحتضار

    روحي كما النغمُ الحزينُ الرخيم...


    *

    القصيدة (23) / مجموعة (تأملات شعرية) لامارتين 1819

    Les grands auteurs du XIX e siecle

    **

    Lamartine

    Autumn

    *

    Greetings, forests crowned with remaining green!

    Yellowing foliage on the sparse grass!

    Greetings, last gorgeous days! nature's mourning

    Evokes my pain and gratifies my eyes!

    I walk the lonely path in dreamy steps,

    And want to see again, for the last time,

    This waning sun and pale whose feeble light

    Barely pierces the woods' dark at my feet!

    Yes, in these autumn days when nature dies,

    In her veiled looks I find a great allure,

    A friend's farewell, and the very last smile

    From the lips that death will forever close!

    Thus ready to leave the span of my life,

    I mourn of my long days the dying hope,

    And look back once more and with envious eyes

    I mull over its blessings ne'er enjoyed!

    Earth, sun, valleys, and fair and sweet nature,

    I owe you tears at the edge of my tomb;

    The air smells so sweet! The light is so pure!

    To the dying the sun is beautiful!

    Now I want to drink until the last drop

    This chalice that mixes nectar and bile!

    At the bottom of life's cup that I drank,

    Perhaps there was a drop of honey mild?

    The future may well hold for me in store

    A return of happiness, forlorn hope?

    Perhaps among the crowd one soul ignored

    Would understand my soul and would respond?

    The flower falls and yields its perfume to the wind,

    To life, and to the sun, saying its last farewell;

    I'll die; and my soul at the moment it expires

    Will sound a quite mournful and melodious death knell.



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:20 pm